خائف ومذعور كطفل صغير أفلت من أمه عند اقتحام الروس لبرلين، يملأ الرعب جنبات حياتي، تفيض منها الأحزان، لم أعد اشعر بالأمان، باتت كل مخاوفي تتجسد لي في أحلامي ويقظتي، لا تفارقني. لم أعتد تلك الحالة، فقدت ثقتي بكل من حولي، خائف من كل شيء. باتت الحياة لا تطاق. كل الأحلام تتهاوي أمام عينيَّ. تلك الحياة قاسية، لا تبالي بأحد. وأنا سئمتها وأعتقد أنها تُكِنُ لي نفس الشعور. أصبح فقدان الشغف قاتل، يقتلني كل حين، يغرس أوتاده في قلبي كأنه يقتل مصاص دماءٍ في القرون الوسطى. أُمني نفسي وأعدها أننا سنكتب غدًا ما يفرحنا وسنرجع بقوة، يأتي الغد وأنا كما أنا، لا اكتب ولا حتى قصاصة صغيرة، ويمضي اليوم والذي يليه وحتى نفسي فقدت ثقتها فيِّ، تقول: أنت ضعيف لا تستطيع مقاومة وعكة صغيرة فكيف بمشكلات الحياة التي لم تر منها غير القليل للغاية. لا أجد ردًا على ما قالت، فأمضي وفي عيني ألم وحزن على نفسي وما آلت إليه حالتنا. أما الحزن فيمزق سعادتي وكل محاولاتي في جلب القليل منها بسكيِنٍ عليها طبقات من الصدأ ويقطعها ولا يبالي بمحاولاتي الباسلة لأبعده عنها وأُنحيه جانبًا.
جميعهم: الحزن والخوف وفقدان الثقة والشغف، اجتمعوا ليهزموني وأنا أقاوم وسأظل اقاوم

تعليقات

المشاركات الشائعة