غمض عينك

*غمض عينك لو حتى دقيقة، أنت الأغنية والدنيا المزيكا*
  تردد في الأرجاء صوت تلك الأغنية اللطيفة، تضفي جوًا من الاسترخاء.
  ‏يؤمئ ببطء ويفعل كما تملي عليه تلك الكلمات...
  ‏             * غني بإحساس لو حتى نشاز*
  ‏يبدأ بالغناء معها-الأغنية-، يشرب كوب الكركدية الساخن الذي يجعله يشعر بأن العالم على ما يرام حتى مع ذلك الحظر الذي يفرضه تفشي وباء الكوفيد19_ وسرعة الأنترنت التي تجعل روحه تصل للحلقوم، كأنها سلحفاة في نزهتها تمشي برويًة وهدوء...
  ‏          *دنيا دوامة، ومفيش عوامة*
  ‏لا يدري ماذا يفعل؟ بكل هذا الوقت، سئم مواقع التواصل الاجتماعي وسئم المذاكرة..سئم الحياة..يقرأ عن كل ما يحبه لكن ذلك اللعين فقدان الشغف لا يجعله يهنأ بشيء كأنه علكة التصقت بشعر أحدهم ولا يجدي معها الطرق العادية في انتزاعها...
  ‏           *سيب نفسك خالص وكفاية دراما، دنيا سهلة..مش مستاهلة*
  ‏ يتذكر شعر زهير في معلقة الشهيرة التي حث نفسه ليحفظ ولو أبيات منها..*سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولًا- لا أبا لك- يسئمِ*...هو لم يعش ليكمل ربعها أو أكثر لكنه سئم كل شيء، أمسك هاتفه وتفقد رسائله للمرة المليون لم يجد رسالة من أحد- كم أنت بائس يا صديقي- عدا مجموعات الدراسة الخاصة بالجامعة لشرح بعض المواد، أغلقه وفي نفس الدقيقة أمسكه مرة آخرى فتح تطبيق اليوتوب؛ ليشاهد حلقة من برنامجه المفضل( الدحيح) ولستمع للمرة المائة لأحدى حلقات(طحالب)  مع فاصل صغير  بأغنية لفرقة كايروكي.
  ‏        *متفكرش في بكرة دلوقت أحلى*
  ‏حث نفسه على مواصلة تعلم الألمانية ويقاوم احساس الكسل في هذا الأمر، حتى أنه بدأ يتعلم اللاتينية وظل يتذكر قول رفعت إسماعيل: " لو وجدت من يتكلم اللاتينية بطلاقة اقتله إلا لو كان قس كاثوليكيًا"... ينتظر أن يحدث جديد في أيام الحظر الجميلة..
  ‏    *متلخبط وبتتخبط ولبكرة قاعد بتخطط ونسيت تعيش...باصص وراك مش قدامك..متكتف واقف في مكانك ونسيت تعيش*
*الدنيا لوحة وأنت الفنان.. أرسم بمزاجك واشطب ع اللي فاتك*
لقد أصبحت أيام الحجر المنزلي صعبة عليه وعلى الجميع، لا تلبث أن تراوده بعض الأفكار السلبية لكنه سيسمع نصيحة تلك الأغنية وسيكون هو رسام لوحة حياته، سيرسم ما يريد أن يهتم لتلك الآراء التي ينظر إليها وكأنها هراء حتى يريح نفسه وتفكيره..
          *بكرة عاوز يسمع حكياتك...اشخط ف سكوتك واسمع صدى صوتك*
     سيمضي قدمًا... سيظل يكتب..عن كل شيء..عن حياته..عن حيوات الآخرين..عن كتبه المفضلة..سيكتب في كل حالاته...سيحاول ليكون أفضل في نظر نفسه وليفيد العالم...
     ‏  *قبل ما الدنيا تجري وتفوتك..اقلب الصفحة..الدنيا لحظة..مرة هتنام ومش هتصحى*
     ‏

تعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. طريقه سرد مختلفه جميييل جدا هي ابسط من القديمه بس حلو جدا عجبتني
    انا حبيت طريقتك الجديده
    بس القديمه هتفضل الاقرب لقلبي الحقيقه رغم ان التانيه حلوه جدااا 💖💖

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة