الكتب والخريف والرومانسية

الكتب والخريف والرومانسية ثلاث كلمات تحتل قلبي بلا منازع.
    الخريف وجوه البديع الذي يأثرني ويؤثر فيٌّ، الأوراق البرتقالية المتساقطة رغم قلة وجودها في محيط يومي لكني أهواها، قد تحمل في مضمونها الفناء لكن آثرها سيبقى، تتحلل وترجع عناصر للتربة كما كانت، لكن الموت كتب على البشرية وتأقلمنا معه، قد تسقط بعض الأمطار لكن ليس كثيرًا بضع قطرات بعد تجمع للغيوم، محافظتي لا تحب الأمطار أظن، الخريف إنه فصلي المفضل بحق، عندما يذكر الخريف يتكون في عقلي عالم مصفر مائل للحمرة كأنه المريخ، أحيانًا أشعر بأني وصلت إلى خريف عمري كيف ولم أتم العقد الثاني من حياتي، سأذكر بيتًا للمتنبي هنا ( وما أربت على العشرين سني.. فكيف مللت من طول البقاء ) الخريف طفلي الذي أحب كل أفعاله، وقت شرب الكركدية العنابي الساخن الذي يسكن قلبي، لكن يشوبه شائبة وقت بدء الدراسة، سأغض الطرف عنها لماذا؟ لأنه فصلي المفضل، أنسيت! 

      الكتب إنها الحياة، تتيح لك عيش حيوات الآخرين في كل زمان ومكان، الماضي والحاضر والمستقبل، متجمع الخبرات والتجارب والكثير من الحب، في بعض أيام الخريف كنا نتجمع جوار جدتي والعائلة، ليحكي كل منا حكاية، عن كتاب، عن موقف، عن حياته حتى، نتشارك نفس الوقت في الكثير من العطاء، وأي عطاء قد يعطيه لك كتاب، أكبر عطايا الله ونعمه على الأنسان القراءة والكتابة، لتتكون الكتب ومعها الحياة، من رأيي أن تدريب العقل يكون بالقراءة، توسع المدراك والمعلومات، تقرأ معلومة في كتاب تزيد فضولك نحو المزيد، من كتاب إلى آخر، من حياة إلى أخرى، نحو حياة أفضل أكثر نفعية، تلك الليالي التي لا أقرأ فيها أشعر وكأني فقد خلايا عقلي، لم أسعى لتغذيها ففقدت، حتى لتكون تلك الليالي هي الأكثر حزنًا وأرقًا، وأمني نفسي أن غدًا سنقرأ حتى الأرهاق، وهل في القراءة أرهاق؟ كلا، لذا سأقرا حتى النوم، أظنها متشابهة -لا يهم- كتبت مرة قصة عن بطل يذهب إلى عالم رواياته المفضلة، يرى أبطاله اللطفاء وحتى الأشرار، ا
لي أصدقاء من الكتب أكثر من حياتي الاجتماعية، لا أظنني أحب زملاء الجامعة كما أصدقاء الكتب، أظنهم يحبونني كذلك، أتمنى هذا بشدة، منهم - أي أصدقاء الكتب- : طبيب أمراض الدم/ رفعت إسماعيل، جودي أبوت، أحمل الكتب في قلبي كأنهم أطفالي، تجرنا الكتب إلى الرومانسية التي في الكتب..

     الرومانسية، كلمة رائعة واسعة النطاق، ترتبط في عقلي مع الخريف، رؤية ذبول أوراق الأشجار حين تتحول للأصفر، عندما سأراه مع حبيبي -في المستقبل- نتعاهد على العيش سويًا حتى النهاية حتى نذبل كما الأوراق، هل رأيت لمحة الرومانسية والحب في هذا العهد؟ أن نشيب معًا، تتآكل ذاكرتنا لكن نظل نذكر بعضنا البعض، في الصباحات الباردة نشرب الشاي وننظر إلى السماء وغيومها التي تتكون، نتبادل الحديث عن كل شيء، عن مشاريعنا عن حبنا حتى، إن الرحمة والمودة والحب تحلوا بهم الحياة، يضيفون معنًا لها، عندما تجد من تتكيء عليه في خريف العمر بكل الرومانسية الموجودة في العالم، ألا تظن -صديقي- أنه شعور رائع.
 " أن نحمل الحب والرومانسية حتى خريف عمرنا لنكتب كتابًا عنا، نحمل كل شعور طيب فيه، لتحلو الحياة "

تعليقات

  1. جميله جدا 💖
    ازاي مشوفش العظمه دي اول ما نزلت ؟

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة