كيف يكون الخوف!
الخوف يجعلني أقف على شاطئ الحياة، لا أقدر على الوقوف أكثر لكن لا أظنني أعرف السباحة بل أخاف السباحة، الخوف ذلك المرض المزمن، أخاف من كل شيء، كل جزء من الحياة، أخاف من أن تكون حياتي بلا هدف، أن ينتهي العمر ولا أرى أي إنجاز، منذ طفولتي وأنا أريد أن أصبح عالمة، كاتبة مشهورة، متطوعة لمنظمات الأمم المتحدة، أن يفخر بي أبي وأمي، أن أساعد ديني وبلدي، أن أسافر كل دول العالم، أن أساعد العالم والجميع أن يصبحوا أفضل، كل هذا أصبح سراب بعد سنوات من اليأس والخوف والإحباط، اقاوم الخوف كمن يقاوم السرطان، لنرى في النهاية من سيفوز، خوفي أم أنا!
تأتي لحظات الحماسة والطاقة فتراني أخاف ما بعدها، أخاف أن أهتم بشخص ما هيهملني، أخاف أن أبدأ شيئًا جديدًا لخوفي من الهزيمة، أمضي ليالي كثيرة يخاصمني فيها النوم وأظل ساعات وساعات أقنع عقلي أننا يجب أن نسعى والنتيجة ليست بيدي، لكن يأبي أن يصدقني، يخبرني صوت عقلي أنني فاشل كبير لا أقدر على شيء، كأنني عالة في هذا العالم، أحيانًا يراودني شعور أنني أخذ حصة الأشجار من الأكسجين، أخاف من يكون هذا صحيح رغم استحالة حدوث هذا، لقد قدر الله لكل كائن رزقه، لكن عقلي لا يصدق أي شيء، أظن أن الخوف يتملكه هو الآخر، لا يجدي معه الحوار ولا المنطق، حتى هذه اللحظة يملك تفكيري موضوعُ واحد لا استطيع من خوفي أن أقرر فيه رأي، أخاف أن أبدأ من جديد، اتخبط ولا أرى بر الأمان مرة أخرى أن أضيع ولا أجد سبيلًا للعودة، أخاف أن اعتاد الأشخاص ويختفوا مرة واحدة، أخاف من خوفي، خوفي قاسي، لا يرق لحالي ولا للحظة بسيطة، لا يتركني أهنئ بفرحة مخافة الحزن، أخاف أن أحب شخصًا لن يحبني، أخاف أن يراني الآخرين إلا أنني لا أحب كوني لا أُرى، أخاف أن تكون البداية السعيدة وأظن أنها لن تدوم، أخاف المسافات أن تفرق بين القلوب، أخاف الفراق خشية ألا نجتمع مرة أخرى، تتوالي المخاوف..
صديقي، قد تظن أن نظرتي للحياة كئيبةً بعض الشيء أو أكثره، لكن يا عزيزي، أحاول بجهد كبير حتى اغيرها، لم أكن كذلك، لقد غيرني خوفي للأسوء..
محاولاتي لقهر الخوف إما أن تنجح بقوة أو تنزلني درجات قاومت حتى أصل لها، يقتلي الخوف ببطء، أشعر أن دمي يتكون من كريات دم حمراء وبيضاء وخوف، خوف، خوف، سئمت هذه الكلمة وأظنك يا صديقي سئمتها أيضًا، لكن هو محور حياتي مهما تجاهلته، لو لم أذكر تلك الكلمة لنهاية حياتي أتراه يتركني في حالي؟ في حياتي وأحلامي التي أؤمن أني ساحققها يومًا ما، سأقاوم وأقاوم خوفي، الشبح الذي يسكن عقلي وتفكيري، يرغمني على أفعال لا أحبها، حتى أنه مرة جعلني أتحمل إهانة لا أرضى عنها، مخافة أن أفقد صديقي، لكن فقدت صديقي ووراءه سأفقد خوفي بإذن الله..
في قلبي أمنيات أن اتغلب على خوفي واهزمه شر هزيمة، أن تكون حياتي كلها أملًا جميلًا طيبًا
وأن تملأ الأحلام نفسي في الكهولة والصبا مثل الكواكب في السماء وكالأزاهر في الربا
ليكن بأمر الحب قلبي عالمًا في ذاته
أزهاره لا تذبل
ونجومه لا تأفل..
كما يقول الرائع إيليا أبو ماضي، إنه اقتباسي المفضل.
تعليقات
إرسال تعليق