كلبي الأسود
أنا والكلب الأسود رفقاء منذ زمن، لا نفترق إلا لوقت بسيط، ثم يعاود الظهور، بكل فظاظة كأن حياتي ملك له، ضقت به ذرعًا، لا احتمل بقاءه، لا شيء يستهويني فيه، لكنه لا يفهم، ويظل يُباغتي ويظهر، كل حين، لا يفهم أنني لا أريده.
لم أجد حتى هذه اللحظة، طريقة أو استراتيجية للتعامل معه، كيف أهزمه بحق، كيف؟ لم أجد أسلوبًا يحفظه عقلي ليقاوم، كأنه مثل مرض فيروسي يغير شكله في كل مرة ويُحير المناعة، لا تعرفه، كل مرة كأنها أول مرة، يهاجم بلا هوادة.
أدق ما يُقال عن الكلب الأسود أنه يبتلعني، الشمس تفقد أشعتها ولا تغمرني، تكون في حالة سكون وغروب يترائى لي كأنه أبدي سرمدي، لا نهاية.. لا بداية، السماء ملبدة بالغيوم، لا نجوم، لا الزُهرة يلمع في السماء ولا زخات شهب تومض، لا شيء، ليلُ قطبي ساكن لا يُسمع فيه إلا صوت الرياح تعوي بقوة، كعشيرة ذئاب، ليل بارد وبائس، حتى أنه بلا شفق قطبي.
لا شيء، عدا الحزن والكثير منه بلا رحمة، يهاجم وكل جولة أقسى من سابقتها، لا شرف في هذه الحرب، فقط نذالة وخِسة، فقط هاجم بكل أفكارك بقوة ولا تبالي، هل يتسع لها التفكير أم ستحتل كل ركن من عقلي؟
أرى مقدمات له، أحاول الاستعداد لكن في كل مرة، دون أن يطرق الباب أجده فوق رأسي، ينظر لي ويقول: هل تظنين أنني نسيتك، لا هذا يُحزنني إذا فكرت هكذا، نحن أصدقاء والصديق لا يترك صديقه.
تبًا لك أيها الأحمق، كيف تتغافل عن كل هذه الآلام وتقول أننا أصدقاء؟ من أين جائتك هذه الجرأة وهذا التبجح؟ أنت حقًا كلب أسود.
أريد طريقة، أريد حقًا أن اهزمك، أن تخافني ولا أراك مرة أخرى، ولا حتى لمحة صغيرة، أريد للشمس أن تشرق وتمتلأ السماء بالنجوم وأرى الزُهرة وهو يلمع في السماء، أريد أن أتأمل السماء وأستعير بعض نجومها لتومض في عقلي وسمائي.
بيرفكتو♥♥♥
ردحذف♥
حذف