اليوم الثامن والعشرون| تلبية.


اقترب الشهر من نهايته، ديسمبر البارد، الحزين، ذو الليالي الطويلة والنهارات التي تنتهي حين تبدأ لولا البركة -الحمد لله-، كانت لدي رغبة ملحة دائمًا في أن أستمر في الكتابة، أن أكتب كل يوم، أن ترى أفكاري ضوء الشمس فربما نكون صُحبة، كان كسلي يقف هناك في الزاوية يرمقني بقسوة حتى أتراجع عن تلبية هذه الرغبة، يقول: دعِ عنك كل هذا، تبدأ جولة حرب جديدة، 
يهزمني تارة وأهزمه تارة،
الحرب سجال كما تعرفوا. حين انتصر عليه يترك الساحة لعقلي هذه المرة بأفكار مقيتة كالمثالية وأنني مهما فعلت لن أكتب كطه حسين مثلًا أو هاروكي موراكامي، وأبدأ جولة أخرى، أجلس أنا وعقلي على طاولة المفاوضات ونبدأ:
عزيزي العقل: أعرف أنني أملك ثروة لغوية لا بأس بها، تفي بالغرض، أجد الكلمات لأصف الحياة والحب.
عزيزي العقل: تلك النصوص المثالية التي تبحث عنها لن تكون، لا وجود لها، هذه نصوص من صنع بشر، ليس قرآنًا حتى تقيم كل هذه الجلبة، لأنني لم أكتب بكلمات براقة كل يوم وفي كل نص.
عزيزي العقل: أرجو أن تفهم، أنني لن أكون مثل أحد، أنا هاجر فقط لست طه حسين أو هاروكي موراكامي، لست شخصًا غير هاجر، فتاة في العقد الثاني من حياتها، تحب الحياة، الزهور، الغيوم، النجوم، القمر والعائلة والأصدقاء.
فتاة تحب الكتابة وتكتب حتى تستطيع مواجهة الحياة، أرجو أن تعي هذا، لن نتشابه مع أحد...

عزيزي العقل: لنكن فريقًا واحدًا، سنكتب نصوصًا براقة، ونصوصًا عادية، هذه هي الحياة لا شيء دائمًا على وتيرة واحدة...
ربما لم أترك الفرصة لك لتكمل وصلة الأفكار التي تزداد كالسيل، ولن أتركها، فقط اسمعني ودعنا نعيش في سلام لبعض الوقت...

تعليقات

المشاركات الشائعة