12| تاريخ
أشعر أن كلماتي مكررة، لا فكرة لدي كيف لي أن أتكلم عن التاريخ، أنا أحب التاريخ، تستهويني أحداث الحروب، أقرأ عن الحروب، أشاهد أفلام عنها، أقرأ سير ذاتية لأناس كانوا وعاشوا في خضم حرب ما، وهنا رغبت أن أتكلم عن رواية الطنطورية لرضوى عاشور المبهرة القوية، آسرت رضوى لُبي منذ كلمات الفصل الأول، مشيت مع رقية في كل محطات حياتها، رأيت التاريخ كيف كان، رأيت الألم، أحسست بكل شيء، داهمتني الكوابيس بعدها ليالٍ كثيرة، رأيت الوحوش كيف كانوا منذ لحظاتهم الأولى في سرقة الأرض والنفس، لم يسرقوها ماديًا، سرقوا ما كان يمثل الحياة للشعب الصامد، سرقوا الزيتون وحقول البرتقال، وإذا كانت السرقة للمال فالأمر هين، حين أبعدوهم عن الدار، أبعدوهم عن الحياة وبعدها كان عليهم الاستمرار في العيش لكن لا حياة..
كانت ساعاتي المنقضية مع الرواية متفاوتة، سعيدة تارة، مؤلمة وحزينة تارة أخرى وهو ما كان غالب، بيد إني رأيت الأمل، رأيته واضحًا في فكرة العودة، في مفتاح الدار الذي عاشت التاريخ والأحداث وعاشت معهم وعاشوا فيها ومعها، شعرت بالأمل في اللحظات التي كانت تلمس فيها رقية المفتاح في خيطه البالي حول رقبتها ويختفي تحت الملابس..
حين رأت رقية حفيدتها الصغيرة أهدتها مفتاح الدار رمز العودة لشعبنا المحرر بإذن الله، لتستمر الفكرة، ويبقى الأمل، كان الأمل كأشعة الشمس الذهبية في منتصف النهار لا تخطئه العين.
الكثير من الحب لرضوى عاشور والكثير من الحب للأمل الذي أهدتني إياه جليًا وقويًا...
تعليقات
إرسال تعليق