16| تضحية


لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
-المتنبي.

نساء في مهب الريح، قويات، تحملن صعاب لا تلائم روح الفراشات داخلهن، تشعر وكأنهن جُبلن على التضحية، تضحية وحب ويغمرن الجميع بالسكينة، فهن السكن..

لم أصبح أم بعد ولا أفهم بشكل كبير مشاعر الأم، ربما يمكنني تخمين تلك المشاعر، حين تسلبهن الحر.ب الأبناء والازواج والعائلة، في تلك الأوقات يبلغ الأسى مبلغه، يغمر الحزن نظرتنا وحياتنا كأمواج تسونامي، يصبحن بكل أسف نساء في مهب الريح.

دائمًا رغبت في الطيران، أمُد ذراعيَّ كطائر وأرنو نحو السماء بنظري وأقول: فتاة في مهب الريح، كنت أرغب بالطيران وعلى النقيض أود رمي جذوري في الأرض، كلاهما تضحية بالآخر، إذا فعلت هذا مُنع الآخر، لكن الآن أنا أوقن أنني لم أجرب قط أن أكون في مهب الريح، كان تشبيه لا أكثر، لم أُجرب قط أن تُسرق مني الحياة، وأكون حقًا في مهب الريح، بلا دفتري وكتبي وأحلامي..

تجعلنا الحر.وب اللعينة، في مهب الريح، ولا نعيش بلا تضحيات في كل لحظة، أنت لتعيش تترك خلفك المنزل والكتب ودفترك والأحلام، وتسير وأنت لا تدري بأي أرض ستسكن الريح، وتصبح لبعض الوقت، على أرض ثابتة، جذورك متينة، لا تخاف الريح وترنو نحو نسمات رائقة بلا خوف وتفكر كيف ستطير، وتُرجع الأحلام والكتب والدفاتر..

تعليقات

المشاركات الشائعة