15 يقين


ربما توقفت الفراشات عن طيران في بطني؟ أم تراها غادرت؟
هناك غصة تقف في حلقي، توقف معها كل أنواع الحياة، تقف هناك في منتصف حلقي وتتكلم بصوت عالٍ وتطلق الكلمات النابية والحكايات الغريبة، وتؤلم عقلي وقلبي، لا تتوقف عن الكلام، حتى أنني ظننت لبعض الوقت أو كانت مجرد فكرة أن أصوات عقلي الصاخبة طوال الوقت أرحم عليَّ من تلك الغصة الكريهة.

مع ازدياد حجم غصتي وصوتها المزعج أشعر أن قلبي مكسور ربما أشعر بخطب ما هناك، في قلبي الرقيق الذي تؤرقه تلك الغصة، أظن أنني أفتقد الصبر أن يحوطني في فقرات استيقاظ شعور الحزن الذي تطلقه الغصة كل صباح، في هذه اللحظات لا أملك ذرة يقين داخلي، أكون كريشة تطير مع الرياح، لا تعرف على أي أرض ستهبط.

هناك في غرفة من جنبات عقلي، رهط يريد الثورة، يريد الحرية، لا للغصة الكريهة، لا للغصة الكريهة..

كيف التحرير؟ كيف السبيل إلى السماء الرحيبة؟ كيف تتلاشي الغصة ومشاعرها الكريهة التي تكون معًا أسوء عصابة إجرامية في قتل الحب والفراشات الملونة والسحاب الذي يشبه حلوى (غزل البنات).

تشبه تلك الغصة ولحظة اكتشافها لحظة ابتلاع ضفدع لذبابة، لكن وقت تكونها تكون كنمر يمشى بروية ويراقب فريسته، هي تتسلل بهدوء لا يمكنك أن تدركه بيد أنك تشعر بمشاعر غير مفهومة، شعور حزن أول اليوم، شعور كسل عن فعل ما يجب عليك، أنت تقول ربما لم أنم جيدًا، ربما لأنني لم أتناول فطوري، ربما.. ربما، تطلق الأعذار وتأخذ بالأسباب وتوقظ الصوت الرحيم داخلك؛ لتشعر بالعون. ثم ماذا؟ ثم تجد في أحد الصباحات غصة تنمو، غصة تبدأ في إطلاق صبغة رمادية على نظرتك التي ترى بها الحياة، نظرتك التي تجاهد أن تكون ملونة، سماء صافية وعقل منير، تدخله الشمس كل صباح وتتلى آيات القرآن فيه.

أتذكر زيزا* وهو يشعر بالحزن وآدم يقول له: زيزا، هيا نوقظ الشمس!
لا تكون الشمس مشرقة كل أيام السنة، ولا حتى داخلنا، الشمس المشرقة دائمًا ربما هي أسطورة، أعتقد ذلك، لا بد أن يأتي يومًا ما أو لحظة تتوارى فيها الشمس خلف السُحب.

تغرب الشمس وتلقي ظلال باهتة صفراء على الأفق، وتلك الغصة هناك، وعقلي يستجدي بعض الأشعة قبل أن تغادر تلك الليلة، أدرك الآن أن غصتي هناك تقف حائلًا لكل شعاع وكل نسمة هواء، آه وضعت للغصة ياء الملكية، تبًا هل تراني سأتصالح معها؟

تعليقات

المشاركات الشائعة