9| جدير


عزيزتي دنيا،

مكثت أفكر كيف أبدأ هذا الرسالة، لم أدرِ عن أي شيء الآن ينبغي لي أن أكتب، لا يطوف في عقلي شيء محدد، أريد السفر، أريد منزل له حديقة وبه أزهار وأشجار وأرجوحة، أريد أن أعيش قرب البحر، أن تنعش رائحة اليود خلاياي كل صباح، أريد أن نحكي عن أيامنا كما كنا نفعل.
 طافت في عقلي أفكار عن حياة ما بعد التحرير، هل سأظل على قيد الحياة حينها؟! أرغب بشدة لو أنني أعيش لحظات الفخر هذه، أرغب أن أراكِ عزيزتي دنيا، وربما وقتها أرى أطفالكِ أيضًا، أزور تلك التلة العالية التي أرسلتِ لي صورتها، ويومها سنلتقط صورة قرب مسجد قبة الصخرة كتلك التي أرسلتها أيضًا، وأرى زهرة دوار الشمس قرب داركم، رغبت بشدة أن أزور الأماكن التي حدثتني عنها في طولكرم، وآكل الملوخية، أخبرتني من قبل أننا نطبخها بنفس الطريقة، تحدثنا يومها كثيرًا عن الوصفة، وكنا كل مرة نأكل الملوخية، أخبركِ أنني أكلتها وتخبرينني وأتذكركِ وأتذكر رسالتنا.
 ‏
 ‏ حياة ما بعد التحرير، تلك فكرة جدير بي أن أعطيها مساحة أكبر، وجدير بنا أن نفكر فيها، في رسالتك القادمة أخبرني ما أمنياتك وأفكارك عن هذا.

عزيزتي دنيا، أفتقدك وأفتقد رسائلك الطويلة، كان بيننا حديث لا ينقطع، لكن هذه الأحداث كأنها حاجز، نشعر معها أن أي كلام آخر لا معنى له، أرغب أن تكوني بخير دائمًا.
الله يجعل أيامك هادئة وعائلتك بخير، حتى ألقاكِ في أرضنا المحررة، عسى الله أن يجعل هذا قريب كلمح البصر، آمين.

سلامي وحبي،
صديقتك زهرة اللوتس المصرية، كما يحلو لكِ أن تخاطبيني في مطلع كل رسالة...

تعليقات

المشاركات الشائعة