الحشد 'قصة قصيرة'

وراء الحشد..
الصمت المُطبق على المكان..
في ركنٍ بارد يملأه الصقيع..
في اللامكان و المكان... 
في كل جانب ....
حتى إنتهاء اللون الأبيض..
كل هذا هناك..
حيث يسود النقاء مع بضع قطرات من اللون الأحمر...
الأشجار بل أخشابها من يملك حق الوقوف...
 من يتوق إلى الهدوء، من ينظر ولا يرى، لا يفرق، لا يعلم... 
مازال في طريقه الوعرة، مليئة بذاك الأبيض البراق، طريق الوصول إلى ماوراء الحشد ليست بالهينة ابدًا، إنها شغف نحو المجهول، نحو المخاطر، يريد تنفيذ مهمته، شغله الشاغل منذ أُخبر بها قبل بضع سنوات، ملكت تفكيره وحياته، أهمل كل ما يملك لأجل ذاك الخاطر والهاجس المسيطر، أيقدر أحدهم أن يطلب الخلود؟ لم يفعل هذا إلا إبليس، هو يظن أنه قادر! كيف هذا لا أدري، ذاك الهاجس الذي فر من سماعه كل من يعرفه، إنه الهلاك يا صغيري لكن هو لا يسمع، إنها كأغنية الموت التي تشبه كارمينا بورانا، الطريق طويل وهو يُمني نفسه بما سيلقاه عند الحشد وما وراءه، هو يعرف أن قوانين البشر لا تسري هناك لا قوانين إلا قوانين لوسيفر، تبيع نفسك لأبراكساس؟ هذا ما قالته ليزل عندها عرفت، افنت طاقتها في أقناعه أن يعدل عن تلك الشرور التي ستفتح باب لعناتٍ لا يُغلق حتى القيامة، هو لا يعي ما يُقال، كأنما هو ف حالة تنويم مغاطيسي، ملكت الشياطين روحه حتى لم يعد له شيء، هو يعرف، هو لا يصدق، هو لا يعي شيء، يعرف مدى المجازفة واللعنة التي ستصب عليه، لا يصدق أنه فعل هذا وهو المتدين الورع في دينه، لا يعي ما حدث وكيف حدث؟ هو في الطريق وأقتربت النهاية والحشد ممتلئ بتلك الشياطين اللعينة، لقد اقترب من بلوغ الهاجس، ترى هل توفي الشياطين بوعودها؟ بدأ عقله يدرك ما يحدث، هو لم يبلغ غايته التي وُعد بها، إنه اقترب من نهاية حياته، وعده لوسيفر بالخلود، ولوسيفر ملك الشياطين وهل يَصدُق شيطان في حديثه؟ يُربط على جزع شجرة عتيقة، تشعل النيران، يرقص السحرة والشياطين، رقصات الموت، أنت أيها الفاني، لقد صدقت خدعة لعبها عليك أصغر من فينا، أنت حقًا بشريًا يجري وراء ما لا طائل منه، تتشبث بالهراء لتنجو، وتعالت أصوات الضحك كأنها قادمة من الجحيم، افاق عقله لكن متى؟ مع نهاية، وصوت ليزل يتردد صداه أن الشياطين لا تصدق ابدًا...
*نيزك*

تعليقات

  1. جميله جدا جدا حقيقي ⁦♥️⁩⁦♥️⁩استمري يابنتي ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة