اليوم الثالث عشر| يتمعن.
وقف في بقعة منيرة لتغمره الشمس ببطء، تنفد داخله ببطء، ببطء تدفئ خلاياه، كل شيء يحدث ببطء، وببطء يفتح عينيه يتأمل ما حوله، الطلاب، الشجر، الفراشة التائهة تلك، حتى الغيوم، تأمل كل شيء، يريد أن يُكَون خريطة لكل تفاصيل المكان أكثر، أيامه هنا أوشكت أن تنتهي- إن شاء الله-، عامه الأخير في دراسته بالجامعة، يريد أن يحتفظ بأكبر قدر من الذكريات في عقله ووجدانه، لا يبغي أن تسرقه الأيام في إنهاء تكاليف ومشاريع الكلية التي لا تنتهي بيد أنها تنتهي ولكن بعد عناء.
يتمعن في ما يحدث، يركز على التفاصيل، يفكر بما حدث وذكرياته وما سيحدث وكيف يصنع ذكريات جديدة، مَلك سؤالًا أرقه، هل يصنع ذكريات جديدة ويجعل أيام الجامعة وما بها أشياء مبهجة أم يهتم بالدراسة ليتخرج بسلام وهناء؟ التوازن هنا تطلب منه وقتًا، إذا وجد بابًا لصنع ذكرى ولجه وبقوة، إذا طُلب منه تكليفًا أو نحو هذا جاهد أن ينتهي منه قبل الموعد النهائي، ويتوكل على الله.
ما يوقن به على الإطلاق، هو أن سنوات الجامعة لم تكن بهذا الشكل لولا الأصدقاء، الأصدقاء معًا يصنعون المعجزات، وجودهم هو النور في النفق المظلم.
اصنع ذكريات وأمض قُدُمًا مع الحياة..
كل الامتنان والحب لأصدقاء وزملاء الجامعة.
تعليقات
إرسال تعليق